بسم الله الرحمن الرحيم
✨ والله يحبُّ المطّهّـرين | الحلْقـة الثانية والخمسون ✨
شريطٌ من المشاهد يمرُّ بين عينيه بين الثانية والأخرى ، لا تزال كلمات الحاج عبد الله تتردد في أذنيه .
يلازمه الشعور بالذنب ، وضميره يشتعلُ حسرةً وتأنيبًا .
- حدّث نفسه والألم يعتصر قلبه : لم يكن الحاج عبد الله يضمر لي الشر !
بل كان في كل مرّة يرى في قلبي ما لم أستطِع رؤيته ، ويبحث بين عينيّ عمّا عجزتُ عن الشعور بخطورته .
كان يعي خطورة التغافل عن تعاهد القلب بسقايته من معين الهدي الإلهي ، يدركُ أنه متى غفل القلب سيطرت عليه القسوة وبات منشغلاً عن الله .
ابتسم في سخرية : بنفسه ! يصبح منشغلاً عن الله بنفسه .
يغدو ألعوبة بيد الشيطان وهوى النفس ، يتلاعبان به كيفما يشاءان .. !
لم تكُن محاولاته في شدّي إلى الهدي سوى طريقة للإنقاذ .
نعم ...
لإنقاذي مما وصلتُ إليه نتيجة غفلتي وجفائي .
بينما أنا ساهٍ في غمرتي ، قابعٌ في غفلتي .
آآآآآه والآن يا إبراهيم ؟!
أصبحتَ مع العميل المرتزق في خانةٍ واحدة ، يجرُّكَ معه إلى مستنقعه ؟!
صَمَتَ في تفكير ، ثم قال : لا لن يكون ذلك ، لن اسمح بذلك مهما كلفني الثمن .
وثب من مكانه عازمًا على الذهاب إلى الحاج عبد الله ليخبره بما حدث ، مُقِرًّا بالحقيقة ، فهو لم يعُد يحتمل هذا العذاب .
عقاربُ الساعة تتجاوز الثانية عشرة ، المنزل خالٍ إلا منه ، غادر عادل منذ الصباح ولم يعُد حتى اللحظة .
غيّر إبراهيم ملابسه وخرج مسرعًا .
قطع المسافة بين الشقة التي استأجراها وصنعاء القديمة مشيًا على قدميه ، لم يبالِ بأنّ الحاج قد يكون نائمًا هذه الساعة .
وإن يكُن فسيجلس عند عتبة بابه حتى الفجر ، سارع الخطى حتى وصل ، ثم دخل إلى الحارات قاصدًا منزل الحاج .
أثناء ذلك استوقفه ظلُّ رجلٍ يطرقُ الأبواب تاركًا ظرفًا مغلّفًا أمامها ، ثم يهرب مسرعًا حين يسمع صوت أحد سكان المنزل مجيبًا .
ظلَّ يتتبعهُ في هدوء مراقبًا إياه .
جلس الرجل في إعياء على أحد الأرصفة ، أزال اللثام عن وجهه ، لم يكن الضوء ليمكّن إبراهيم من رؤية الرجل بوضوح لكنّه استطاع _ أخيرًا _ تمييز ملامح وجهه بصعوبة بالغة ، ليدرك أن الرجل هو ذاته الحاج عبد الله !
أصيب بالدهشة !
طوال السنوات الماضية كان يُشاع أنّ هناك من يترك للفقراء المتعففين ظروفًا فيها بعض المال ، أهو الحاج عبد الله حقًا ؟!
- ضرب إبراهيم رأسه بيديه في ندم ودموعه تجري على وجهه : نعم ، إنه هو ! أقسم أنه الحاج عبد الله !
ما أسوأَ وأقبح ما فعلتُه ، ما أشدّ جهالتي ، ما الذي فعلتُه يا إلهي ؟!
ثم تهاوى على الأرض جالسًا يؤنّب نفسه وينعتها بأسوأ الصفات .
لم تقوَ قدماه على حمله ، تمنّى لحظتها لو يرتمي عند قدمي الحاج عبد الله يقبلهما ويطلبه العفو والسماح على جريرته ، لكنه لم يجرؤ على الاقتراب منه والتحدّث إليه ، فـ جرَّ نفسه عائدًا إلى المنزل .
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
🔅 يتبــــــــــع ....................
🖋 تكتبهـــــا : مـــــلاك محمود
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
- لمتابعـة وقراءة الروايـة ، يُرجى الانضمـام لقناة " ريحانـة النصر " ، بالضغط على الرابط أدناه :
https://yangx.top/raihanatalnasr
✨ والله يحبُّ المطّهّـرين | الحلْقـة الثانية والخمسون ✨
شريطٌ من المشاهد يمرُّ بين عينيه بين الثانية والأخرى ، لا تزال كلمات الحاج عبد الله تتردد في أذنيه .
يلازمه الشعور بالذنب ، وضميره يشتعلُ حسرةً وتأنيبًا .
- حدّث نفسه والألم يعتصر قلبه : لم يكن الحاج عبد الله يضمر لي الشر !
بل كان في كل مرّة يرى في قلبي ما لم أستطِع رؤيته ، ويبحث بين عينيّ عمّا عجزتُ عن الشعور بخطورته .
كان يعي خطورة التغافل عن تعاهد القلب بسقايته من معين الهدي الإلهي ، يدركُ أنه متى غفل القلب سيطرت عليه القسوة وبات منشغلاً عن الله .
ابتسم في سخرية : بنفسه ! يصبح منشغلاً عن الله بنفسه .
يغدو ألعوبة بيد الشيطان وهوى النفس ، يتلاعبان به كيفما يشاءان .. !
لم تكُن محاولاته في شدّي إلى الهدي سوى طريقة للإنقاذ .
نعم ...
لإنقاذي مما وصلتُ إليه نتيجة غفلتي وجفائي .
بينما أنا ساهٍ في غمرتي ، قابعٌ في غفلتي .
آآآآآه والآن يا إبراهيم ؟!
أصبحتَ مع العميل المرتزق في خانةٍ واحدة ، يجرُّكَ معه إلى مستنقعه ؟!
صَمَتَ في تفكير ، ثم قال : لا لن يكون ذلك ، لن اسمح بذلك مهما كلفني الثمن .
وثب من مكانه عازمًا على الذهاب إلى الحاج عبد الله ليخبره بما حدث ، مُقِرًّا بالحقيقة ، فهو لم يعُد يحتمل هذا العذاب .
عقاربُ الساعة تتجاوز الثانية عشرة ، المنزل خالٍ إلا منه ، غادر عادل منذ الصباح ولم يعُد حتى اللحظة .
غيّر إبراهيم ملابسه وخرج مسرعًا .
قطع المسافة بين الشقة التي استأجراها وصنعاء القديمة مشيًا على قدميه ، لم يبالِ بأنّ الحاج قد يكون نائمًا هذه الساعة .
وإن يكُن فسيجلس عند عتبة بابه حتى الفجر ، سارع الخطى حتى وصل ، ثم دخل إلى الحارات قاصدًا منزل الحاج .
أثناء ذلك استوقفه ظلُّ رجلٍ يطرقُ الأبواب تاركًا ظرفًا مغلّفًا أمامها ، ثم يهرب مسرعًا حين يسمع صوت أحد سكان المنزل مجيبًا .
ظلَّ يتتبعهُ في هدوء مراقبًا إياه .
جلس الرجل في إعياء على أحد الأرصفة ، أزال اللثام عن وجهه ، لم يكن الضوء ليمكّن إبراهيم من رؤية الرجل بوضوح لكنّه استطاع _ أخيرًا _ تمييز ملامح وجهه بصعوبة بالغة ، ليدرك أن الرجل هو ذاته الحاج عبد الله !
أصيب بالدهشة !
طوال السنوات الماضية كان يُشاع أنّ هناك من يترك للفقراء المتعففين ظروفًا فيها بعض المال ، أهو الحاج عبد الله حقًا ؟!
- ضرب إبراهيم رأسه بيديه في ندم ودموعه تجري على وجهه : نعم ، إنه هو ! أقسم أنه الحاج عبد الله !
ما أسوأَ وأقبح ما فعلتُه ، ما أشدّ جهالتي ، ما الذي فعلتُه يا إلهي ؟!
ثم تهاوى على الأرض جالسًا يؤنّب نفسه وينعتها بأسوأ الصفات .
لم تقوَ قدماه على حمله ، تمنّى لحظتها لو يرتمي عند قدمي الحاج عبد الله يقبلهما ويطلبه العفو والسماح على جريرته ، لكنه لم يجرؤ على الاقتراب منه والتحدّث إليه ، فـ جرَّ نفسه عائدًا إلى المنزل .
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
🔅 يتبــــــــــع ....................
🖋 تكتبهـــــا : مـــــلاك محمود
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
- لمتابعـة وقراءة الروايـة ، يُرجى الانضمـام لقناة " ريحانـة النصر " ، بالضغط على الرابط أدناه :
https://yangx.top/raihanatalnasr
بسم الله الرحمن الرحيم
✨ والله يحبُّ المطّهّـرين | الحلْقـة الثالثـة والخمسون ✨
عشرون عامًا ، لم يُثنِيه شيء عن فعل ما كان يظنه على الدوام سبيلاً لتزكية النفس وتطهيرها " خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها " .
كان يقتطعُ في رأس كل شهرٍ جزءًا من عائدات ما تجود به بساتينه ، يوزّعُه على الفقراء والمحتاجين والمتعفّفين ، ومع بدء العدوان صار يقتطع جزءًا آخر ينفقه للجبهـــات .
كانت زوجته الحاجة أم حسين تعينه في تتبع أحوال الناس بزيارة النساء واستطلاع أحوالهن ، فتخبره بأهل الفاقة والاحتياج ليقوم بدوره بتوزيع المال عليهــم دون أن يعلم أحد بذلك سوى زوجته المؤمنة .
يدورُ على المنازل الواحد تلو الآخر ، يضع الظرف في الأرض ويطرق الباب ، وحين يأتيه صوت صاحب الدار مجيبًا يسرع في الهرب متواريًا .
تلك الليلة لم يكن الحاج عبد الله وحيدًا ، فـ لم تكُن عينا إبراهيم اللتان تراقبانه فقط ، لعلّ إبراهيم كان يراقبه بمزيج من المشاعر المتضاربة بين ندم وحسرة وإعجابٍ ودهشة ، إنما كانت هناك أيضًا عينٌ آثمة تراقبه وترصده بشرّهـا ، تتحيّنُ الفرصة المناسبة لتفرغ حقدهــا وإجرامهــا .
ظلّ عادل يرصده عن بُعد ، يتتبّع خطواتـه في لؤم ، وقبل طلوع الفجر بساعتين استطاعت رصاصته الملوّثــةُ بالحقد أن تخترق صدر الحاج عبد الله ، ليستأثر اللهُ به شهيـدًا في أحد محاريب الجهاد بالإحســان والعطاء .
لم تكُن حارّة .. !
إنمـا باردة ، تغسلُ روحه .
شقّتْ صدره مُحدِثة فيه ثقبًا أتاح للنور الإلهي أن ينفذ وللمرة الأخيرة إلى قلبه متجاوزًا حاجزه الطيني ، تسلل ممتدًّا بشعاعه إلى أقصى عمقٍ في روحه يشُدُّهــا إليه ، عارجًا بهــا إلى حيث لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
زحف بصعوبةٍ بالغة نحو جامع الإمام علي عليه السلام ، يودّع المكان الذي طالما قضى في محرابه ليالٍ زُيِّنت بالمناجاة وطُهِّرت بالدموع وأُنيرت بالتسابيح والاستغفار ، فصلاةُ العشقِ _ يا علي _ لا خير فيهــا إنْ لمْ تُختَم بتسليمِ الشهادة .
وصل بشقّ الأنفس والدماء تسيلُ من صدره تضرّج جذعه ، تصبغ لحيته الكثّة .
أسند نفسه جالسًا يرتزح بظهره على باب الجامع متوضئًا بدمائه ، يستعدُّ لاستقبالِ ساعات التسبيح والاستغفار التي لم يكن يضيعها البتّة بالنوم أو الغفلة ، لكنّ الأجل لم يُسعفه اللحظة فأبت روحُه إلاّ الوداع بتسبيح الشهادة .
بدأ المصلُّون بالتوافد على الجامع لأداء برنامج التسبيح والاستغفار وصلاة الفجر ، ليجدو الحاج عبد الله مضرّجًا بدمائه يستند بظهره على باب الجامع ، دون أن يتمكّن الموتُ من سلبِ هيبته ووقاره المعهودان .
انتشر الخبر تلك الساعة بين الجميع ، ليصل إلى مسامع أهل داره ، خرج يوسف فزِعًا يركض ، وهو يحاول تكذيب الخبر ما أمكنه ، وجدّتُه وكوثر تبكيان في حرقة ووجع .
وقف أمام جدّه بأطرافٍ متجمّدة ، يتمنى لو أنّ ما يراه الآن كابوسٌ مزعج سرعان ما ينتهي حين يفتح عينيه مستيقظًا ، لكنّ الأمل خانه هذه المرّة ، اقترب منه جاثيًا على ركبتيه ، يقبّل يده في شغف كأول مرّة التقيــا فيها ، ينتظر أن يفتح الجد عينيه المغرورقتين بالدموع كتلك الليلة .
يتمنى لو أنها كذبة ، كذبة اصطنعتهــا عيناه ، مدّعيتان أنّ هذا الرجل المضرّج بدمائه هو جدّه !
لكنّهــا ليست كذبة ، وليست إحدى تمثيليات الأجداد حين يدّعون الموت كذبًا أثناء لعبهم مع أحفادهم ليروا مقدار حبهم لهم .
لم يكن البكاء ولا النحيب ولا الصراخ ولا أي شيء من هذا وسيلة كافية ليعبّر يوسف عن ألمه تلك اللحظة ، ضمّ رأس جدّه إلى صدره يواسي جرح الفقد في قلبه المكلـوم .
تمنّى لحظتها لو كان الموت ينتقلُ بالعدوى حتى يلحق جدّه تلك اللحظة .
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
🔅 يتبــــــــــع ....................
🖋 تكتبهـــــا : مـــــلاك محمود
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
- لمتابعـة وقراءة الروايـة ، يُرجى الانضمـام لقناة " ريحانـة النصر " ، بالضغط على الرابط أدناه :
https://yangx.top/raihanatalnasr
✨ والله يحبُّ المطّهّـرين | الحلْقـة الثالثـة والخمسون ✨
عشرون عامًا ، لم يُثنِيه شيء عن فعل ما كان يظنه على الدوام سبيلاً لتزكية النفس وتطهيرها " خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها " .
كان يقتطعُ في رأس كل شهرٍ جزءًا من عائدات ما تجود به بساتينه ، يوزّعُه على الفقراء والمحتاجين والمتعفّفين ، ومع بدء العدوان صار يقتطع جزءًا آخر ينفقه للجبهـــات .
كانت زوجته الحاجة أم حسين تعينه في تتبع أحوال الناس بزيارة النساء واستطلاع أحوالهن ، فتخبره بأهل الفاقة والاحتياج ليقوم بدوره بتوزيع المال عليهــم دون أن يعلم أحد بذلك سوى زوجته المؤمنة .
يدورُ على المنازل الواحد تلو الآخر ، يضع الظرف في الأرض ويطرق الباب ، وحين يأتيه صوت صاحب الدار مجيبًا يسرع في الهرب متواريًا .
تلك الليلة لم يكن الحاج عبد الله وحيدًا ، فـ لم تكُن عينا إبراهيم اللتان تراقبانه فقط ، لعلّ إبراهيم كان يراقبه بمزيج من المشاعر المتضاربة بين ندم وحسرة وإعجابٍ ودهشة ، إنما كانت هناك أيضًا عينٌ آثمة تراقبه وترصده بشرّهـا ، تتحيّنُ الفرصة المناسبة لتفرغ حقدهــا وإجرامهــا .
ظلّ عادل يرصده عن بُعد ، يتتبّع خطواتـه في لؤم ، وقبل طلوع الفجر بساعتين استطاعت رصاصته الملوّثــةُ بالحقد أن تخترق صدر الحاج عبد الله ، ليستأثر اللهُ به شهيـدًا في أحد محاريب الجهاد بالإحســان والعطاء .
لم تكُن حارّة .. !
إنمـا باردة ، تغسلُ روحه .
شقّتْ صدره مُحدِثة فيه ثقبًا أتاح للنور الإلهي أن ينفذ وللمرة الأخيرة إلى قلبه متجاوزًا حاجزه الطيني ، تسلل ممتدًّا بشعاعه إلى أقصى عمقٍ في روحه يشُدُّهــا إليه ، عارجًا بهــا إلى حيث لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
زحف بصعوبةٍ بالغة نحو جامع الإمام علي عليه السلام ، يودّع المكان الذي طالما قضى في محرابه ليالٍ زُيِّنت بالمناجاة وطُهِّرت بالدموع وأُنيرت بالتسابيح والاستغفار ، فصلاةُ العشقِ _ يا علي _ لا خير فيهــا إنْ لمْ تُختَم بتسليمِ الشهادة .
وصل بشقّ الأنفس والدماء تسيلُ من صدره تضرّج جذعه ، تصبغ لحيته الكثّة .
أسند نفسه جالسًا يرتزح بظهره على باب الجامع متوضئًا بدمائه ، يستعدُّ لاستقبالِ ساعات التسبيح والاستغفار التي لم يكن يضيعها البتّة بالنوم أو الغفلة ، لكنّ الأجل لم يُسعفه اللحظة فأبت روحُه إلاّ الوداع بتسبيح الشهادة .
بدأ المصلُّون بالتوافد على الجامع لأداء برنامج التسبيح والاستغفار وصلاة الفجر ، ليجدو الحاج عبد الله مضرّجًا بدمائه يستند بظهره على باب الجامع ، دون أن يتمكّن الموتُ من سلبِ هيبته ووقاره المعهودان .
انتشر الخبر تلك الساعة بين الجميع ، ليصل إلى مسامع أهل داره ، خرج يوسف فزِعًا يركض ، وهو يحاول تكذيب الخبر ما أمكنه ، وجدّتُه وكوثر تبكيان في حرقة ووجع .
وقف أمام جدّه بأطرافٍ متجمّدة ، يتمنى لو أنّ ما يراه الآن كابوسٌ مزعج سرعان ما ينتهي حين يفتح عينيه مستيقظًا ، لكنّ الأمل خانه هذه المرّة ، اقترب منه جاثيًا على ركبتيه ، يقبّل يده في شغف كأول مرّة التقيــا فيها ، ينتظر أن يفتح الجد عينيه المغرورقتين بالدموع كتلك الليلة .
يتمنى لو أنها كذبة ، كذبة اصطنعتهــا عيناه ، مدّعيتان أنّ هذا الرجل المضرّج بدمائه هو جدّه !
لكنّهــا ليست كذبة ، وليست إحدى تمثيليات الأجداد حين يدّعون الموت كذبًا أثناء لعبهم مع أحفادهم ليروا مقدار حبهم لهم .
لم يكن البكاء ولا النحيب ولا الصراخ ولا أي شيء من هذا وسيلة كافية ليعبّر يوسف عن ألمه تلك اللحظة ، ضمّ رأس جدّه إلى صدره يواسي جرح الفقد في قلبه المكلـوم .
تمنّى لحظتها لو كان الموت ينتقلُ بالعدوى حتى يلحق جدّه تلك اللحظة .
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
🔅 يتبــــــــــع ....................
🖋 تكتبهـــــا : مـــــلاك محمود
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
- لمتابعـة وقراءة الروايـة ، يُرجى الانضمـام لقناة " ريحانـة النصر " ، بالضغط على الرابط أدناه :
https://yangx.top/raihanatalnasr
بسم الله الرحمن الرحيم
✨ والله يحبُّ المطّهّـرين | الحلْقـة الرابعة والخمسون ✨
وطئت قدماه الشقة ، يسيرُ إلى الداخل في تراخٍ وفتور .
ارتمى على الفراش مُنهَكًا ، ينخر الألم قلبه وروحه اليبِسَة الذابلة ، كـ مِعولٍ تُنقَرُ به الحجارة الصماء الجلدة .
غافله النوم نائلاً منه ، وحين استيقاظه كانت الشمس قد قاربت على المغيب .
فتح عينيه ليجد عادل يجلس أمام شاشة التلفاز في لا مبالاة ، يتنقّل من قناةٍ إلى أخرى .
- رمى جهاز التحكم في سأمٍ وضجر : يا لهذا الضجر ، لا يوجد ما يستحقّ المشاهدة .
- رمقه إبراهيم بعينين مُثقلتين : ما بك ؟ ثم أين كنتَ طوال ليلة أمس ؟
- وما شأنك أنت ؟
- نهض متكئًا على مرفقه : شأني أنّي صرتُ - كرهًا – رفيقًا لك في هذا المكان .
- زفر عادل في ملل : خرجتُ لاستنشاق بعض الهواء ، هل لديك مانع ؟!
أعرض عنه إبراهيم في غضب ، قام من مكانه عازمًا على الخروج ، وإتمام ما نوى بالأمس القيام به .
وصل إلى أمام منزل الحاج عبد الله ، بابُ المنزل مفتوحٌ على مصراعيه والناس دخولٌ خروجٌ ، سأل أحد الخارجين من البيت عن من يكون الميت !
ليعلم حينئذٍ أنّ صاحب العزاء هو الحاج الذي رحل دون أن يلتمس العذر والسموحة منه !
عاد أدراجه منهزمًا منكسرًا يجرُّ أذيال الخيبة ، والغمُّ يملأُ نفسَه .
تمنى حينها لو يذهب إلى قمّة جبل ليصرخَ بأعلى صوته ، مفجِّرًا كل الحسرة التي تسكنُ فؤادَه ، يحرق الصدأ المتراكم على قلبه بالبكاء والتوبة ، لكن ...
هل باستطاعة البكاء أن يعيد الراحلين أو يُصلح الذي قُوِّض وهُدِم ؟
لا شيء سيخمد احتراق روحه سوى شيء واحد .
كان قد عَلِم من أحد المعزّين مكان دَفْن الحاج عبد الله ، فـ توجّه على الفور إلى روضة الشهداء .
جلس في خشوع جوار قبره الذي لا تزالُ تربته رطبة طريّة ، مخاطبًا إياه بحزن ، والدموع تنساب من عينيه .
السلام عليك يا حاج ...
أعلمُ أنك تسمع ما أقول ، فالشهداء لا يغيّبهم الموت أو الفناء ، بل يسمعون همهمات ألسنتنا ويتحسسون آلام أرواحنا كأنهم حاضرون بيننا .
أتيتُ إليك يا حاج طالبًا العفو والسماح ، فقد تسببتُ لكَ في ظلمٍ كبير .
لقد أعمَتْ الغفلة بصيرتي ، حين سيطر العمى على قلبي !
أين أنت يا حاج ؟! لو كنتَ حيًا ما كنت لتصفعني على وجهني أو تخرجني من بيتك مُهانًا مطرودًا .
بل كنتَ ستؤنّبني بنظرات عينيك الحادّة ، كنتَ ستوجّهني ناصحًا مُرشدًا واعضًا .
ستقول لي : هل رأيتَ يا إبراهيم ؟ ألم أخبركَ أنه لا ينبغي أن نرى أنفسنــا في مقامٍ من العلو والرفعة والاكتفاء من معين الهدي وينبوعه !
هل رأيت يا إبراهيم كيف أنّ الإنسان حين يبتعد يغفل ويقسو قلبه فتسيطر عليه الأهواء والرغبات والنزوات ويتملّكه الشيطان !
هل رأيت يا إبراهيم كيف أنّ الاندفاع بالعاطفة وحده لا يكفي ، بل يحتاج على الدوام إلى الوعي والحكمة والبصيرة !
ها قد تفتّقت بصيرتي يا حاج ، لكن بعد ماذا ؟
بعد فوات الأوان ؟ تأخرتُ وتخلّفت ..
غرقتُ في الترّهات وغفلتُ عن المهمّ .
أخبرني يا حاج ما الذي علي فعله ، كيف أغسل قلبي وأريحه من هذا العذاب ؟
ظلّ إبراهيم يدعو الله مناجيًا يرجو العفو والصفح ، لكنّ الدعاء وحده لا يكفي إذ لابدّ من عملٍ يُثبتُ من خلاله صدق توبتـه .
بعد أن فرغ توجّه إلى الشقة التي يجلس فيها هو وعادل ، عازمًا على مواجهته ومعرفة ما إذا كان هو المتسبب في مقتل الحاج عبد الله .
عادل الذي كان يسيرُ بخطواتٍ مدروسة ليثير الضغائن والفرقة ويشيع الفوضى ، كان يعي ويدرك أنّ النفس تفسد بالبعد عن الله ، حينها يسهل أن تسيطر الضغينة ومساوئ النفس على الناس ، فيسهُل بعدها تفريقهم وتشتيتهم ، ويصير الوصول إليهم والنيل منهم أسهل بكثير .
صحيحٌ أنّه لم تكُن لإبراهيم يدٌ في اغتيال الحاج عبد الله ، لكنه كان شريكًا في ذلك من حيث لم يشعر ، فحين يتراجع إيمان الإنسان ويبتعد عن الأجواء التي تربطه دائمًا بالله عز وجل يسهل على الشيطان جرُّه بخطواتــه ، ويسهّل على العدو إنجاز كثيرٍ من مخططاتـه ومشاريعـه .
فتح باب الشقـة بمفتاحٍ كان يحمله في جيبه ، يبحث في غرف المنزل عن عادل ، لكن لا أحد هنا !
انتظره ساعات كثيرة دون جدوى .
ذهب بعدها إلى أحد أقسام الشرطة مبلغًا عنه ، ليكشف التحقيق بعد مرور أيام أنّه المتورط في اغتيال الحاج عبد الله .
ظلّ إبراهيم مسجونًا قيد التحقيق وحين نُفيت عنه التهمة أطلقت الأجهزةُ الأمنيةُ سراحه ، مع استمرار البحث عن عادل الذي لم يُعرَف مكانه .
أما إبراهيم فقد عزم على العودة إلى الله بجد وإخلاص ، متّخذًا قرار الذهاب إلى الجبهة مجاهدًا مجدّدًا عهده مع الله عز وجل .
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
🔅 يتبــــــــــع ....................
🖋 تكتبهـــــا : مـــــلاك محمود
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
- لمتابعـة وقراءة الروايـة ، يُرجى الانضمـام لقناة " ريحانـة النصر " ، بالضغط على الرابط أدناه :
https://yangx.top/raihanatalnasr
✨ والله يحبُّ المطّهّـرين | الحلْقـة الرابعة والخمسون ✨
وطئت قدماه الشقة ، يسيرُ إلى الداخل في تراخٍ وفتور .
ارتمى على الفراش مُنهَكًا ، ينخر الألم قلبه وروحه اليبِسَة الذابلة ، كـ مِعولٍ تُنقَرُ به الحجارة الصماء الجلدة .
غافله النوم نائلاً منه ، وحين استيقاظه كانت الشمس قد قاربت على المغيب .
فتح عينيه ليجد عادل يجلس أمام شاشة التلفاز في لا مبالاة ، يتنقّل من قناةٍ إلى أخرى .
- رمى جهاز التحكم في سأمٍ وضجر : يا لهذا الضجر ، لا يوجد ما يستحقّ المشاهدة .
- رمقه إبراهيم بعينين مُثقلتين : ما بك ؟ ثم أين كنتَ طوال ليلة أمس ؟
- وما شأنك أنت ؟
- نهض متكئًا على مرفقه : شأني أنّي صرتُ - كرهًا – رفيقًا لك في هذا المكان .
- زفر عادل في ملل : خرجتُ لاستنشاق بعض الهواء ، هل لديك مانع ؟!
أعرض عنه إبراهيم في غضب ، قام من مكانه عازمًا على الخروج ، وإتمام ما نوى بالأمس القيام به .
وصل إلى أمام منزل الحاج عبد الله ، بابُ المنزل مفتوحٌ على مصراعيه والناس دخولٌ خروجٌ ، سأل أحد الخارجين من البيت عن من يكون الميت !
ليعلم حينئذٍ أنّ صاحب العزاء هو الحاج الذي رحل دون أن يلتمس العذر والسموحة منه !
عاد أدراجه منهزمًا منكسرًا يجرُّ أذيال الخيبة ، والغمُّ يملأُ نفسَه .
تمنى حينها لو يذهب إلى قمّة جبل ليصرخَ بأعلى صوته ، مفجِّرًا كل الحسرة التي تسكنُ فؤادَه ، يحرق الصدأ المتراكم على قلبه بالبكاء والتوبة ، لكن ...
هل باستطاعة البكاء أن يعيد الراحلين أو يُصلح الذي قُوِّض وهُدِم ؟
لا شيء سيخمد احتراق روحه سوى شيء واحد .
كان قد عَلِم من أحد المعزّين مكان دَفْن الحاج عبد الله ، فـ توجّه على الفور إلى روضة الشهداء .
جلس في خشوع جوار قبره الذي لا تزالُ تربته رطبة طريّة ، مخاطبًا إياه بحزن ، والدموع تنساب من عينيه .
السلام عليك يا حاج ...
أعلمُ أنك تسمع ما أقول ، فالشهداء لا يغيّبهم الموت أو الفناء ، بل يسمعون همهمات ألسنتنا ويتحسسون آلام أرواحنا كأنهم حاضرون بيننا .
أتيتُ إليك يا حاج طالبًا العفو والسماح ، فقد تسببتُ لكَ في ظلمٍ كبير .
لقد أعمَتْ الغفلة بصيرتي ، حين سيطر العمى على قلبي !
أين أنت يا حاج ؟! لو كنتَ حيًا ما كنت لتصفعني على وجهني أو تخرجني من بيتك مُهانًا مطرودًا .
بل كنتَ ستؤنّبني بنظرات عينيك الحادّة ، كنتَ ستوجّهني ناصحًا مُرشدًا واعضًا .
ستقول لي : هل رأيتَ يا إبراهيم ؟ ألم أخبركَ أنه لا ينبغي أن نرى أنفسنــا في مقامٍ من العلو والرفعة والاكتفاء من معين الهدي وينبوعه !
هل رأيت يا إبراهيم كيف أنّ الإنسان حين يبتعد يغفل ويقسو قلبه فتسيطر عليه الأهواء والرغبات والنزوات ويتملّكه الشيطان !
هل رأيت يا إبراهيم كيف أنّ الاندفاع بالعاطفة وحده لا يكفي ، بل يحتاج على الدوام إلى الوعي والحكمة والبصيرة !
ها قد تفتّقت بصيرتي يا حاج ، لكن بعد ماذا ؟
بعد فوات الأوان ؟ تأخرتُ وتخلّفت ..
غرقتُ في الترّهات وغفلتُ عن المهمّ .
أخبرني يا حاج ما الذي علي فعله ، كيف أغسل قلبي وأريحه من هذا العذاب ؟
ظلّ إبراهيم يدعو الله مناجيًا يرجو العفو والصفح ، لكنّ الدعاء وحده لا يكفي إذ لابدّ من عملٍ يُثبتُ من خلاله صدق توبتـه .
بعد أن فرغ توجّه إلى الشقة التي يجلس فيها هو وعادل ، عازمًا على مواجهته ومعرفة ما إذا كان هو المتسبب في مقتل الحاج عبد الله .
عادل الذي كان يسيرُ بخطواتٍ مدروسة ليثير الضغائن والفرقة ويشيع الفوضى ، كان يعي ويدرك أنّ النفس تفسد بالبعد عن الله ، حينها يسهل أن تسيطر الضغينة ومساوئ النفس على الناس ، فيسهُل بعدها تفريقهم وتشتيتهم ، ويصير الوصول إليهم والنيل منهم أسهل بكثير .
صحيحٌ أنّه لم تكُن لإبراهيم يدٌ في اغتيال الحاج عبد الله ، لكنه كان شريكًا في ذلك من حيث لم يشعر ، فحين يتراجع إيمان الإنسان ويبتعد عن الأجواء التي تربطه دائمًا بالله عز وجل يسهل على الشيطان جرُّه بخطواتــه ، ويسهّل على العدو إنجاز كثيرٍ من مخططاتـه ومشاريعـه .
فتح باب الشقـة بمفتاحٍ كان يحمله في جيبه ، يبحث في غرف المنزل عن عادل ، لكن لا أحد هنا !
انتظره ساعات كثيرة دون جدوى .
ذهب بعدها إلى أحد أقسام الشرطة مبلغًا عنه ، ليكشف التحقيق بعد مرور أيام أنّه المتورط في اغتيال الحاج عبد الله .
ظلّ إبراهيم مسجونًا قيد التحقيق وحين نُفيت عنه التهمة أطلقت الأجهزةُ الأمنيةُ سراحه ، مع استمرار البحث عن عادل الذي لم يُعرَف مكانه .
أما إبراهيم فقد عزم على العودة إلى الله بجد وإخلاص ، متّخذًا قرار الذهاب إلى الجبهة مجاهدًا مجدّدًا عهده مع الله عز وجل .
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
🔅 يتبــــــــــع ....................
🖋 تكتبهـــــا : مـــــلاك محمود
✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘✨☘
- لمتابعـة وقراءة الروايـة ، يُرجى الانضمـام لقناة " ريحانـة النصر " ، بالضغط على الرابط أدناه :
https://yangx.top/raihanatalnasr
Forwarded from عِلمٌ وجهَاد - الدورات الصيفية
Forwarded from عِلمٌ وجهَاد - الدورات الصيفية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎞ترقبوا مشاهد نوعية لتحرير عشرات المواقع في محور جيزان بعملية عسكرية واسعة شاركت فيها مختلف الوحدات القتالية
#موعدنا_الحدود
#موعدنا_الحدود
Forwarded from عِلمٌ وجهَاد - الدورات الصيفية
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🎥 الفيلم القصير | #الكنز_الثمين
#الدورات_الصيفية #علم_وجهاد
إنتاج |الإدارة العامة للدورات الصيفية
https://yangx.top/infoscyemen
#الدورات_الصيفية #علم_وجهاد
إنتاج |الإدارة العامة للدورات الصيفية
https://yangx.top/infoscyemen
⭕️ صورة مختصرة عن ست سنوات من الحرب، سقطت فيها معادلة القوة والمال أمام قوة الإيمان بالله والقضية.
في مثل هذه الأحداث تغيب التفسيرات المبنية على معادلات مادية بحتة، فتلك المعادلات ما كان لها أن تصنع نصرا للرياض ومن خلفها واشنطن، وقد توفر لها من الأسلحة والأموال والغطاء ما يسقط دولا بأكملها، لكنها تعثرت في ميدان اليمن، وهزمت شر هزيمة، ولم يعد أمامها سوى التسليم بأمر الله، وقد أمر بغلبة المؤمنين.
#موعدنا_الحدود
ⓣ.me/shuhdacenter
في مثل هذه الأحداث تغيب التفسيرات المبنية على معادلات مادية بحتة، فتلك المعادلات ما كان لها أن تصنع نصرا للرياض ومن خلفها واشنطن، وقد توفر لها من الأسلحة والأموال والغطاء ما يسقط دولا بأكملها، لكنها تعثرت في ميدان اليمن، وهزمت شر هزيمة، ولم يعد أمامها سوى التسليم بأمر الله، وقد أمر بغلبة المؤمنين.
#موعدنا_الحدود
ⓣ.me/shuhdacenter
الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1442 / 2021
#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام
#سلاح_وموقف✊🏻
ⓣ.me/shuhdacenter
#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام
#سلاح_وموقف✊🏻
ⓣ.me/shuhdacenter
الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1442 / 2021
#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام
#سلاح_وموقف✊🏻
ⓣ.me/shuhdacenter
#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام
#سلاح_وموقف✊🏻
ⓣ.me/shuhdacenter